الأحد، 22 يونيو 2014

بعد مكالمة مع صدام حسين .. ماذا جرى في مكيراس ١٩٩٠

دائماً ما استغرب له ان السياسيين اليمنيين سواء في الشمال او الجنوب لا يكتبون عن تاريخهم ومشاركتهم في الأحداث التي مرت بها اليمن بدولتيه وكانوا صناعها سلبا ام إيجاباً .
في البحث عن الإجابة لهذا السؤال الكبير توصلت الى قناعة مختصرة ومقتضبة وهي ان كل من سياسيينا يخاف ان يكتب مذكراته لأنه لا يستطيع ان يشير الى اي دور سلبي او مؤامرة كان هو طرفا في صنعها .
فمن يقلب مثلا الأسباب التي أدت الى الوحدة بالطريقة التي تمت فيها يكتشف ان من صنعها هم من تأمروا عليها ، وللأسف جاء لقاء مكيراس بعد اجتماع صنعاء بين علي سالم البيض وعلي عبدالله صالح في يناير ١٩٩٠ والذي من خلاله تم الاتفاق مع الرئيس العراقي السابق صدام حسين على سرعة التعجيل بالوحدة بدلا من ٣٠ نوفمبر ١٩٩٠ الى ٢٢ مايو ١٩٩٠ اي ستة أشهر قبل الموعد المتفق عليه وقبل ان تنتهي كثير من اللجان من أعمالها .
 
السؤال الذي أتمنى ان يجيب عليه الاستاذ علي سالم البيض وهو مازال حيا ويستطيع الرد هو .. سر المكالمة الهاتفية بينه وبين صدام حسين في صنعاء في يناير ١٩٩٠ وبحضور علي عبدالله صالح ؟ .. لماذا جرى التعجيل بالوحدة بعد تلك المكالمة ؟ ولماذا تم جر البيض والوفد المرافق له الى مكيراس بحجة توديعه من قبل صالح الى اخر نقطة جنوبية مع الشمال وهناك تم الاتفاق والتوقيع على الإسراع بالوحدة ؟ .. هذه حقائق تاريخه ومدونة أحداثها ولكن تفاصيل ما جرى بداخلهما لا تزال في طي الكتمان .. أتمنى ان يميط الاستاذ علي سالم البيض اللثام عن سر مكالمة صدام ولقاء مكيراس لانه من حق شعب الجنوب ان يعرف كيف ولماذا تم ذلك في غفلة من شعب الجنوب وإلغاء اهم استحقاق في وثيقة ٣٠ نوفمبر ١٩٨٩ والتي نصت على اجراء استفتاء على دستور دولة الوحدة قبل قيامها ، خاصة وان صالح كان يعلم ان الشمال لن يوافق على الوحدة حينها ، في الوقت الذي كان الجنوب مهيأ للوحدة ليس حبا بالشمال بل هروبا من النظام في الجنوب .. إذن حدث شيء في صنعاء ومن تم في مكيراس أدت الى القبول بالهرولة الى الشمال وإلغاء استحقاق شعب الجنوب والذي ان تم لفشلت الوحدة برفض الشمال لها ، وهو ما كان يعلم به الثلاثي البيض وصالح وصدام الذي كان يهيء لغزو الكويت.
يناير شهر شؤم على الجنوبيين ففي يناير ١٩٨٦ جرت تلك الأحداث التي أنهت الجنوب سياسيا ، وفي يناير ١٩٩٠ جرى في مكيراس الاتفاق بالتعجيل وتسليم الجنوب لعلي عبدالله صالح بطبق من دهب .. فخامة الرئيس علي سالم البيض سعادة الوزراء الجنوبيين المشاركين في لقاء مكيراس أفيدونا ان كُنْتُمْ قادة وصادقين ما هي الصفقة التي تمت بينكم مع صدام وعلي عبدالله صالح وبأي ثمن كان .. من حقي كجنوبي ان اعرف بعد ان ابلغني مسؤول جنوبي احتفظ باسمه قبل ايام من ان الجنوب تعرض لمؤامرة لتسليمه للشمال ولكن للأسف لا احد يكتب تلك الأحداث ولا يعطي تفاصيل ولا يكشف اسرار وكأن قضية الجنوب شأن خاص به يسلمنا متى يشاء ويتحدث عن استعادة دولة هو من سلمها كيفما يشاء ..
ربما يقول البعض ان هذا صار جزء من التاريخ .. ولكني أقول ان من يريد ان يقنعني بالمستقبل الذي يحمله للجنوب عليه ان يكاشفني بدوره في تلك الأحداث التاريخية التي يجب ان نتعلم من أخطائها لا ان نكررها وكأننا قوم بلا عقول .
 
والله من وراء القصد
 
* السياسي والاعلامي العدني : لطفي شطاره

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق