الخميس، 16 فبراير 2012

لسنا ضد عبدربه.. لسنا مع البيض..

بقلم / محمد عباس ناجي 
عندما يعلن شعب الجنوب انه ضد الانتخابات الرئاسية الاستعمارية القادمة لا يعني ذلك انه ضد او حاقدا على واحدا من ابنائه وهو الاخ عبدربه منصور هادي او غيره, ولكن هذا الشعب ضد أي حاكم في صنعاء سوى كان شمالي او جنوبي او حتى باكستاني او ايراني لأنه يقف على رأس النظام الاستعماري الذي احتل وطنه في عام 1994م, وهذا أمر طبيعي, فلم يسجل التاريخ ان شعبا على هذه البسيطة وقف الى جانب شخص يقف على
رأس الدولة التي تحتل ارضه.

 الأخ عبدربه منصور هادي منذ سبعة عشر سنة اختاره الدكتاتور علي عبدالله صالح نائبا له, مقابل انه اشترك في الحرب على الجنوب عام 1994م, واليوم اذا اختاره شعب الجمهورية العربية اليمنية كرئيس له فهذا من حقه, كما انه من حق شعب الجنوب ان يرفض هذه الانتخابات لأنها بمثابة استفتاء على استمرار احتلال وطنه, ونحن على ثقه ان الاخ عبدربه منصور هادي سوف يتفهم لهذا الحق. بل نحن على ثقة انه يؤيد ذلك وبقوة.
ان شعب الجنوب عندما يخرج الى ساحات النضال السلمي وينادي بحريته واستقلاله لا يعني ذلك ان هذا الشعب مواليا للأخ علي سالم البيض, فهذا الشعب كان يصدح بصوته مناديا بالاستقلال بينما كان البيض في مخبئة في سلطنة عُمان, واليوم يحاول بعض المستفيدين من النقود التي يرسلها البيض لشراء الذمم وتمزيق الحراك السلمي الجنوبي, رفع صوره ليصوروا خروج شعب الجنوب الى ساحات النضال السلمي انه تأييدا للبيض, ولكن الجماهير الجنوبية تصدت لهم ورفضت رفع صور أي زعيم جنوبي سابق واكتفت برفع علم دولة الجنوب وصور شهداءها واسراها. فالشعب الجنوبي يناضل من اجل قضيته وليس من اجل قضية اشخاص.

الاخ علي سالم البيض قبل واحد وعشرين عاما ايضا هو الأخر اختاره الدكتاتور علي عبدالله صالح نائبا له, مقابل انه سلمه الجنوب على طبق من ذهب, ولهذا على الاخ البيض ان يكون على بينة كاملة نقولها له بكل صراحة ان شعب الجنوب لا يقبل بك اليوم وغدا رئيسا للجنوب لأنك سلمت وطنه لمستعمره. ولا يؤمن بك ان تكون قائدا لانتصاره, فمن كان رمزا للهزيمة بالأمس لا يمكن ان يكون رمزا للانتصار غدا. ونأمل من الاخ البيض ان يقبل بهذه الحقيقة وسيكون هذا اشرف له ولشعب الجنوب, ونقول للبيض اذا كنت قد وقعت عام 1990م في خطأ تاريخي عندما سلمت الجنوب لأحد زعما الشيعة, فإننا نحذرك من تسليم قضية الجنوب للنظام الشيعي في ايران. وهذه قضية سوف نتناولها بالتفصيل في موضوع قادم ان شاء الله.

خلاصة عن الاثنين:

يقول بعض المستفيدين من الحوالات المالية التي يمنحها لهم الاخ عبدربه منصور هادي ان رفض انتخابه من قبل شعب الجنوب يعني رفضا للمصالحة الوطنية الجنوبية, نقول لهم متى كان عبدربه مؤيدا للمصالحة الوطنية الجنوبية؟.

بعض المستفيدين من الحوالات المالية التي يرسلها البيض لشراء الذمم يقولون ان توجيه أي نقد للبيض يعني تمزيقا للصف الجنوبي. نقول لهم ان البيض رفض استكمال المرحلة الأولى من المصالحة الوطنية الجنوبية, وهو المسئول الأول عن تمزيق الصف الجنوبي, والسكوت عن فعله هذا هو سكوتا عن كارثة مستقبلية سوف تصيب شعب الجنوب.

يصف كثير من الناس ان هادي متأني في قراراته, وهم محقين, لهذا لم نجده يوما اتخذ قرارا واحدا دافع فيه عن حقوق شعب الجنوب, وبالمقابل البيض معروفا انه صارم ومتسرع في اتخاذ قرارته, ولهذا لم نجده اتخذ قرار صائبا في حياته خدم فيه شعب الجنوب.

يبدو ان صورتي الاثنين هم كبير في قضيتهما, فالبيض سخر قناة عدن ليف لإظهار صورته وارفاق كل خبر تنشره عن فعاليات شعب الجنوب تقول فيه زورا وبهتانا ان الجماهير الجنوبية رفعت صور البيض. اما هادي فقد اصدر الدكتاتور علي عبدالله صالح يوم امس مرسوما بإنزال صوره الشخصية ورفع صور المرشح الرئاسي الجديد هادي, فكيف برئيس قادم رفعت صورته بأمر رئيس مخلوع. ولان الزعماء العرب اصحاب عقول قاصرة وحدهم في الكون يعتقدون ان رفع صورهم هو عمل دستوري ودليل على رمزية دولهم. وفي الحقيقة ان اصرار الزعماء العرب على رفع صورهم هو تغطية على عدم شرعية حكمهم وعلامة لدكتاتور يتهم المقيتة. ولهذا انصح شعب الجنوب اليوم وغدا الى عدم رفع صورة أي زعيم جنوبي لأنها رفعا للدكتاتورية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق